الآية رقم (119) - فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ

انتصارٌ عظيمٌ لموسى عليه السّلام شهدته المدن كلّها، وهو أوّل نكسةٍ لفرعون، ولكن قد يسأل سائلٌ: ماذا كان يعمل شعب بني إسرائيل عند فرعون مصر؟  القضيّة تتعلّق بيعقوب عليه السّلام وبيوسف، فعندما جاء يعقوب الّذي هو الأب ببني إسرائيل إلى يوسف في مصر سكنوا فيها وتوالدوا وتكاثروا فأصبح شعب بني إسرائيل الموجود في مصر، وإسرائيل هو اسم النّبيّ يعقوب عليه السّلام.

لكن نجد أنّ القرآن الكريم عندما كان يتحدّث عن حاكم مصر في أيّام يوسف لم يقل: فرعون، وإنّما قال: الملك، ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾  [يوسف: من الآية 54]، فهذه الإشارة لم يكن يعلم معناها أحدٌ حتّى جاء نابّليون إلى مصر واكتشف حجر الرّشيد، ووجد أنّ الفترة الّتي كان فيها يوسف عليه السّلام في مصر كان الهكسوس هم الّذين يحكمون مصر، والهكسوس كان لهم ملوكٌ وليس فراعنة، وبعد ذلك جاء الفراعنة وطردوا الهكسوس وعذّبوا شعب بني إسرائيل؛ لأنّهم وقفوا إلى جانب الهكسوس، هذا من النّواحي التّاريخيّة الّتي يجب أن تكون معلومةً للجميع، عندما نتحدّث أنّ موسى عليه السّلام جاء ليخلّص شعب بني إسرائيل من اضطهاد الفراعنة.

﴿وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾: وانصرفوا عن موطنهم ذلك بصغرٍ مقهورين.

فَغُلِبُوا: فعل ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعل.

هُنالِكَ: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية واللام للبعد، والكاف للخطاب. والجملة معطوفة.

وَانْقَلَبُوا: فعل ماض وفاعله.

صاغِرِينَ: حال منصوبة بالياء والجملة معطوفة.

فغلب موسى فرعون وجموعه

هنالك: عند ذلك

وانقلبوا صاغرين: وانصرفوا عن موطنهم ذلك بصغر مقهورين.