رغم هذا الزّجر من هابيل لقابيل طوّعت له نفسه قتل أخيه، ولا يقال: طوّعت، إلّا اذا كان متأبيّاً على ذلك، أي كانت نفسه متأبيّةً على أن تقتل أخاه، لكنّه طوّعها فقتله؛ لأنّ الشّكل الطّبيعيّ أنّ الفطرة تأبى ذلك، فاستخدم القرآن الكريم هذه الكلمة بدقّةٍ: ﴿فَطَوَّعَتْ﴾، فبمجرّد أن قتله: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، خسر الدّنيا والآخرة بعد ذلك.
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ: طوّع فعل ماض تعلق به الجار والمجرور له ونفسه فاعله وقتل مفعوله والجملة استئنافية
أَخِيهِ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة
(فَقَتَلَهُ): الجملة معطوفة
فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ: الجار والمجرور متعلقان بخبر الفعل الناقص أصبح واسمها ضمير مستتر تقديره: هو والجملة معطوفة.
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ: زينت وشجعت
مِنَ الْخاسِرِينَ: بقتله، ولم يدر ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم، فحمله على ظهره