(فَسِيحُوا): ساح: أي سار ببطء. كلمة (سيحوا) دليلٌ على إعطائهم راحتهم، ولم يقل: فرّوا واهربوا.
(أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ): أعطاهم أماناً أربعة أشهر.
بعض العلماء قال: المراد بـ (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) الأشهر الحُرُم، لكن أغلب العلماء قالوا: هذه الأشهر الأربعة حُدّدت عند نزول سورة (براءة) يوم قام سيّدنا عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه بتلاوتها على النّاس جميعاً حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بها، فخاطب بها المؤمنين أوّلاً آمراً بقطع المواثيق والعهود مع المشركين، بعد ذلك عليكم أن تقولوا للمشركين سيحوا في الأرض أربعة أشهر؛ أي خذوا راحتكم في الأرض أربعة أشهر.
(وَاعْلَمُوا): أي ضعوا في أذهانكم.
(أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ): لن تعجزوا الله سبحانه وتعالى هرباً، ولن تستطيعوا إلى ذلك سبيلاً، فهو القويّ والمتين والنّاصر والمعين.
(وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ): الخزي هو الإذلال والفضيحة، وهذا ما تمّ فعلاً، فكان فتح مكّة وكانت خيبر وغيرها من المواقع، فكان كلّ ما قاله الله سبحانه وتعالى عنهم وأخزاهم جبّ جلاله.