الآية رقم (32) - فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ

﴿فَذَٰلِكُمُ﴾: إشارةٌ منه جل جلاله إلى ما ذكره لنا قبل من الرّزق، ومُلكيّة السّمع والأبصار، وقدرته على إخراج الحيّ من الميّت، وإخراج الميّت من الحيّ، وتدبير الأمر.

﴿اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ﴾: الحقّ واحدٌ ثابتٌ لا يتغيّر وما عداه هو ضلالٌ، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾.

﴿فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ﴾: أي أنّكم انصرفتم عن الحقّ إلى الضّلال، فمن عبد الملائكة والكواكب والنّجوم والنّاس والأصنام فقد ذهب إلى الضّلال.

«فَذلِكُمُ»: الفاء استئنافية واسم الإشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب.

«اللَّهُ»: لفظ الجلالة خبر والجملة مستأنفة.

«رَبُّكُمُ»: بدل والكاف مضاف إليه.

«الْحَقُّ»: بدل أو صفة لرب «فَماذا» الفاء استئنافية وما نافية وذا زائدة.

«بَعْدَ»: ظرف زمان متعلق بالخبر المحذوف.

«الْحَقُّ»: مضاف إليه.

«إِلَّا»: أداة حصر.

«الضَّلالُ»: مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة.

«فَأَنَّى»: الفاء استئنافية وأنى اسم استفهام في محل نصب على الحال.

«تُصْرَفُونَ»: مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة مستأنفة.

فَذلِكُمُ: الفعال لهذه الأشياء.

الْحَقُّ: الثابت ربوبيته لأنه الذي أنشأكم وأحياكم ورزقكم ودبر أموركم.

فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ: أي ليس بعد عبادة الله التي هي الحق إلا الضلال والانحراف.

فَأَنَّى تُصْرَفُونَ: كيف تصرفون عن الحق أي الإيمان إلى غيره مع قيام البرهان؟