﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾: أي أنزلهم بهذا الغرور الّذي غرّهم به بموضوع الـمُلك والخلود، دلّاهما أي غرّهما بهذه المعصية.
﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾: أي أنّهما لم يأكلا بعد، بل ذاقا الشّجرة، وقال: ﴿ذَاقَا﴾ أي ليست حوّاء فقط، بل آدم وحواء معاً.
﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾: ﴿وَطَفِقَا﴾: طفِق يفعل كذا: شَرَعَ واِبْتَدَأَ، وهو من أفعال الشّروع.
﴿يَخْصِفَانِ﴾: من الخَصْفِ: وهو الضّمّ والجمع، أي أخذا يلصقان عليهما من ورق الجنّة.
﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾: خالفتم أمرين، الأمر الأوّل قلت لكم: لا تقربا هذه الشّجرة، فاقتربتما منها، وهذه أوّل معصيّةٍ، والمعصية الثّانية: ألم أقل وأبيّن لكما بأنّ الشيطان هو عدوٌّ لكما؟! فكيف تقبلان بقَسَمِهِ، وبأنّه ناصحٌ لكما؟! وهذا أوّل نداءٍ من الله سبحانه وتعالى.