الآية رقم (160) - فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا

الحديث هنا أنّ الّذي افترى وكذّب وكفر بالسّيّد المسيح عليه السَّلام هم اليهود، والّذي آذى السّيّدة مريم بأقواله وأفعاله هم اليهود، فاليهود إلى هذه اللّحظة هم مصدر الشّرور في العالم بما يفعلونه بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وبقتلهم للفلسطينيّ المسلم والنّصرانيّ، واستهدافهم الإسلام والنّصرانيّة؛ لأنّهم يؤمنون بأنّهم شعب الله المختار، وكلّ ما سواهم ودونهم ليسوا بمرتبتهم عند الله سبحانه وتعالى، هذه النّظرة الفوقيّة العنصريّة الصّهيونيّة اليهوديّة الخرافيّة هي الّتي جعلتهم عبر عصورهم وتاريخهم في كلّ شعبٍ وفي كلّ أمّةٍ وفي كلّ أرضٍ وَطَؤوها أو وُجِدوا فيها كالجراثيم تتسلّل إلى أجساد هذه الشّعوب، وقال سبحانه وتعالى عنهم: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة]،  وبيّن القرآن الكريم في سورة (مريم) كيف واجههم السّيّد المسيح عليه السَّلام وهو في المهد، ﴿فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ [مريم]، وفي قراءةٍ أخرى (مَن تحتَها) أي أنّ السّيّد المسيح عليه السَّلام من أوّل ولادته نادى السّيّدة العذراء تسليةً لقلبها: ﴿فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾ [مريم]

فَبِظُلْمٍ: الفاء استئنافية ومتعلقان بحرمنا

مِنَ الَّذِينَ: متعلقان بمحذوف صفة ظلم

جملة «هادُوا» صلة الموصول

جملة «حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ» استئنافية حرمنا فعل ماض وفاعله وطيبات مفعوله والجار والمجرور متعلقان بحرمنا

أُحِلَّتْ لَهُمْ: فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والجملة في محل نصب صفة

وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ: عطف على بظلم والجار والمجرور متعلقان بالمصدر صدهم الله لفظ الجلالة مضاف إليه

كَثِيراً: صفة لمفعول به محذوف أي: أناسا كثيرا أو نائب مفعول مطلق.

فَبِظُلْمٍ: أي فبسبب ظلم

هادُوا: هم اليهود الذين تابوا بعد عبادة العجل

حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ: هي التي في قوله تعالى: (حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ..) [الأنعام 6/ 146] الآية

وَبِصَدِّهِمْ: أي منعهم الناس

عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ: دينه كَثِيراً صدًا كثيراً.