﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ﴾: تعني شاقق الإصباح، هل هو عند طلوع الشّمس أو أنّه قبل طلوع الشّمس؟ الجواب: هو الزّمان الّذي تتوضّح فيه الأشياء أمام رؤية العين، لذلك نجد أنّ الله سبحانه وتعالى من فضله على خلقه جعل الإصباح قبل خروج نور الشّمس أو ضياء الشّمس على العينين، فهذا الأمر هو من رحمته سبحانه وتعالى، ويتدرّج هذا الضّوء فهو نورٌ هادئٌ يبدّد الظّلمة حتّى تطلع الشّمس، فعندما يقول سبحانه وتعالى: ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ﴾: أي أنّه ينشقّ عن الظّلمة ليكون الإصباح؛ لأنّ الظّلمة متراكمةٌ.
﴿وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا﴾: هناك نعمتان متتاليتان، النّعمة الأولى الإصباح وتدرّج النّهار، والثّانية اللّيل والسّكن، فمن فضل الله سبحانه وتعالى علينا أنّه خلق لنا ما يقيم حياتنا، فهو يمنع عنك إشعاع الشّمس في اللّيل، وبعد تقدّم العلم وجدنا أنّ تعرّض الإنسان لأشعة التّصوير قد تسبّب له الضّرر، لذلك من الأفضل عدم تعرّضه لمثل هذه الإشعاعات لفتراتٍ طويلةٍ، فكيف بأشعة الشّمس؟ الله سبحانه وتعالى لا يعرّض الإنسان لأشعة الشّمس لمدّة أربعٍ وعشرين ساعةً، وإنّما نصف هذا الوقت، أمّا النّصف الآخر فيكون اللّيل الّذي هو سكنٌ وراحةٌ للإنسان، ليستطيع أن يمارس حياته في النّهار بنشاطٍ وهمّةٍ عاليةٍ.