(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا): إذاً هناك من يريد ألّا يفعل، وبدليل ما نراه الآن في كلّ الكرة الأرضيّة من النّظام الرّأسماليّ.
(فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ): هذا أمر مخيف جدّاً، فهذه المرّة الوحيدة الّتي يستخدم فيها المولى سبحانه وتعالى هذه العبارة (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ).
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدّثر: من الآية 31]، فلا تعرف من أين يأتيك، يمحق المال، ويأخذ الصّحّة، وتلاقي من العنت والشّدائد والمصائب والهموم ما تلاقي، وتُحاسب يوم القيامة، (وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ) [الحديد: من الآية 20].
(فَأْذَنُوا): من كلمة الإذن، والأذن هي وسيلة الإعلام، والآذان هو إعلام بدخول الوقت، الأذن هي وسيلة التّلقّي، وسيلة السّمع: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء: من الآية 36]، فأذنوا أي اعلموا، فهذا إعلام بحرب، هذه الحرب خصمك فيها من لا طاقة لك على مواجهته، الله ورسوله.
(وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ): لماذا؟ لأنّه ضمن لك رأس المال ومنع عنك زيادة الرّبا أو الفائدة الّتي هي حرام والّتي حرّمها الله سبحانه وتعالى، فإذاً الأمر يحتاج إلى توبة، من يرتكب الرّبا فقد ارتكب موبقة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اجتنبوا السّبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»([1]).