(فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ): غير مسموحٍ لهم الخروج مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو قتال الأعداء إذا هجموا على المدينة؛ لأنّهم منافقون، ووجودهم بلاءٌ، فلم يقتصر جزاؤهم على أن تشطب أسماؤهم من سجلّات الخارجين مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، بل هناك جزاءٌ آخر وهو أنّهم مُنعوا من أن يكونوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الدّفاع عن المدينة المنوّرة.
(إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ): وهذا هو سبب طردهم.
(فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ): الخالفين: إمّا أن يكونوا قد تخلّفوا عن الخروج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو خالفوا أمر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالخروج أو لفسادهم، فخلوف فم الصّائم هو تغيّر الرّائحة، وتغيّر الرّائحة يدلّ على فساد الشّيء، فكأنّهم أصبحوا فاسدين ومخالفين لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.