(فإِنْ حَاجُّوكَ): حاجّوك أصلها حاججوك، وهذا دليل على أنّ الدّين الإسلاميّ إنّما جاء بالحجّة والبرهان والدّليل والإقناع، وقد كان النّبيّ عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم يقدّم الحجج ويناظر اليهود في ذلك الوقت، إذ كانوا أكثر النّاس إلحاحاً وجدلاً، وكما وصفهم عبد الله بن سلام، الّذي كان حبراً من أحبارهم ثمّ أسلم، فقال للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (إنّ اليهود قوم بهت) ([1]).
(فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ): أي بعد أن قدّمت الدّليل والبرهان فأنكروه بغياً منهم وقاموا بتحريف ما عندهم من علم، فقل أسلمت وجهي لله، والوجه هو أشرف أعضاء الجسم، وهو يعبّر عن إقبال الإنسان على الشّيء.
(وَمَنِ اتَّبَعَنِ): إذاً لستُ فقط أنا الّذي أسلمت، ولكنّ الّذين اتّبعوني أسلموا أيضاً، أي أطاعوا الله واستسلموا لأوامره سبحانه وتعالى.