الآية رقم (20) - فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

(فإِنْ حَاجُّوكَ): حاجّوك أصلها حاججوك، وهذا دليل على أنّ الدّين الإسلاميّ إنّما جاء بالحجّة والبرهان والدّليل والإقناع، وقد كان النّبيّ عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم يقدّم الحجج ويناظر اليهود في ذلك الوقت، إذ كانوا أكثر النّاس إلحاحاً وجدلاً، وكما وصفهم عبد الله بن سلام، الّذي كان حبراً من أحبارهم ثمّ أسلم، فقال للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (إنّ اليهود قوم بهت) ([1]).

(فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ): أي بعد أن قدّمت الدّليل والبرهان فأنكروه بغياً منهم وقاموا بتحريف ما عندهم من علم، فقل أسلمت وجهي لله، والوجه هو أشرف أعضاء الجسم، وهو يعبّر عن إقبال الإنسان على الشّيء.

(وَمَنِ اتَّبَعَنِ): إذاً لستُ فقط أنا الّذي أسلمت، ولكنّ الّذين اتّبعوني أسلموا أيضاً، أي أطاعوا الله واستسلموا لأوامره سبحانه وتعالى.

فَإِنْ حَاجُّوكَ: الفاء استئنافية إن شرطية جازمة حاجوك فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعل والكاف مفعول به، وهو في محل جزم فعل الشرط والجملة ابتدائية

فَقُلْ: الفاء رابطة لجواب الشرط قل فعل أمر والفاعل أنت والجملة في محل جزم جواب الشرط

أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ: فعل ماض وفاعل ووجهي مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء في محل جر بالإضافة.

لِلَّهِ: متعلقان بأسلمت والجملة مقول القول.

وَمَنِ: الواو عاطفة من اسم موصول معطوف على التاء في أسلمت

اتَّبَعَنِ: فعل ماض مبني على الفتح، والنون للوقاية، والياء المحذوفة في محل نصب مفعول به، والجملة صلة الموصول

وَقُلْ: الواو عاطفة وجملة قل معطوفة على فقل

لِلَّذِينَ: متعلقان بقل وجملة

أُوتُوا الْكِتابَ: صلة الموصول لا محل لها

وَالْأُمِّيِّينَ: عطف على الذين مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم

أَأَسْلَمْتُمْ: الهمزة للاستفهام

أسلمتم: فعل ماض وفاعل والجملة مقول القول

فَإِنْ: الفاء استئنافية إن شرطية جازمة

أَسْلَمُوا: فعل ماض وفاعل وهو في محل جزم فعل الشرط

فَقَدِ: الفاء رابطة للجواب وقد حرف تحقيق وجملة «اهْتَدَوْا» في محل جزم جواب الشرط

وَإِنْ تَوَلَّوْا: عطف على إن أسلموا

فَإِنَّما: الفاء رابطة إنما كافة ومكفوفة

عَلَيْكَ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم

الْبَلاغُ: مبتدأ والجملة في محل جزم جواب الشرط

وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ: لفظ الجلالة مبتدأ وبصير خبره والجار والمجرور متعلقان بالخبر والجملة مستأنفه.

حَاجُّوكَ: خاصمك الكفار يا محمد في الدين

أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ: انقدت له، وخص الوجه بالذكر، لشرفه، فغيره أولى

أُوتُوا الْكِتابَ: اليهود والنصارى

الْأُمِّيِّينَ: مشركي العرب

أَأَسْلَمْتُمْ: أي أسلموا

الْبَلاغُ: التبليغ للرسالة

وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ: خبير بأعمالهم، فيجازيهم عليها، وهذا من قبيل الأمر بالقتال.