الآية رقم (26) - فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ

بعد أن وثّق لهم مصدر الوحي، بيّن لهم الاحتياطات الّتي تضمن سلامته، وضيّق عليهم المنافذ فقال لهم: لا سبيل لكم إلّا منهج الله سبحانه وتعالى خالقكم وربّكم، ولا سبيل لهذا المنهج إلّا بتصديق محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم فما جاء به هو عن طريق جبريل عليه السَّلام فلا تحاولوا أن تغيّروه، فأين تذهبون؟ هنا سدّ الطّرق كلّها المؤديّة إلى غايات الّذين حاولوا النّيل من الوحي، والجواب لا يكون إلّا بشيءٍ واحدٍ: بأنّه لا سبيل إلّا هذا السّبيل، والحقّ لا يقرّر هذه الحقيقة بأسلوب الأمر، إنّما بأسلوب الاستفهام التّقريريّ ليكون الجواب حجّةً عليهم.

فَأَيْنَ: الفاء الفصيحة

أين: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية

تَذْهَبُونَ: مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.

فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ: أيّ طريق تسلكون بعد إنكاركم القرآن وإعراضكم عنه، وقد قامت الحجة عليكم؟