الآية رقم (15-16) - فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ - وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ

أتى بصورتين من صور الحياة، صورة الإنسان الّذي وسّع الله سبحانه وتعالى  عليه في رزقه فظنّ أنّه خيرٌ له فيقول: ﴿رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾، وصورة الإنسان الّذي ضيّق الله سبحانه وتعالى  عليه رزقه فظنّ أنّه شرٌّ فيقول: ﴿رَبِّي أَهَانَنِ﴾، والحقّ سبحانه وتعالى  يصحّح لنا المفاهيم الخاطئة فيقول لنا: ليس توسيع الرّزق وزيادة المال دليل إكرامٍ وليس التّضييق على الإنسان دليل إهانةٍ، لذلك قال سبحانه وتعالى بعدها: ﴿ كَلَّا﴾؛ لأنّك بهذا الفهم الخاطئ خلطت بين أمرين، بين الامتحان والنّتيجة، فالامتحان شيءٌ وهو امتحان الحياة والنّتيجة شيءٌ آخر، فإعطاء المال وتوسيع الرّزق امتحانٌ، وتضييق الرّزق وقلّة المال امتحانٌ، فهما في كفّة الميزان متساويان، لا يفضُل أحدهما على الآخر إلّا بعد النّظر إلى النّتيجة، فالإكرام والإهانة مرتبطان بتصرّفاتك ومدى نجاحك في الامتحان، وإذا تأمّلنا هذه الآيات الكريمة نجد أنّ الأمرين ابتلاءٌ، يبتلي العبد بسعة الرّزق وكثرة المال، ويبتليه بتضييق الرّزق وقلّة المال.

فَأَمَّا: الفاء حرف استئناف وأما حرف شرط وتفصيل

الْإِنْسانُ: مبتدأ

إِذا: ظرفية شرطية غير جازمة

مَا: زائدة

ابْتَلاهُ: ماض ومفعول به

رَبُّهُ: فاعله والجملة في محل جر بالإضافة

فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ: معطوف على ما قبله.

فَيَقُولُ: الفاء رابطة ومضارع فاعله مستتر والجملة خبر المبتدأ

رَبِّي: مبتدأ

أَكْرَمَنِ: ماض مبني على الفتح والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول.

وَأَمَّا: الواو حرف عطف وأما حرف شرط وتفصيل

إِذا: ظرفية شرطية غير جازمة

مَا: زائدة

ابْتَلاهُ: ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة

فَقَدَرَ عَلَيْهِ: معطوف على ما قبله

رِزْقَهُ: مفعول به

فَيَقُولُ: الفاء رابطة ويقول مضارع فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها

رَبِّي: مبتدأ

أَهانَنِ: ماض والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول.

فَأَمَّا الْإِنْسانُ: متصل بقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ قال البيضاوي: كأنه قيل: إنه لبالمرصاد في الآخرة، فلا يريد إلا السعي لها، فأما الإنسان فلا يهمه إلا الدنيا ولذاتها.

إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ: اختبره بالغنى واليسر.

فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ: بالجاه والمال.

فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ: فضّلني بما أعطاني، وصيّرني مكرما، يتمتع بالنعيم.

إِذا مَا ابْتَلاهُ: بالفقر والتقتير

فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ: ضيّقه.

أَهانَنِ: أذلني وبادرني بالإهانة، وهذا لقصور نظره وسوء تفكيره، فإن التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين، والتوسعة قد تؤدي إلى الانهماك في حبّ الدنيا.