الآية رقم (43) - عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ

(عَفَا اللَّهُ عَنكَ): عفا؛ أي أنّ هناك أمراً قد مُحيَ، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقومه رؤوفٌ رحيمٌ، فعندما يقول الله سبحانه وتعالى: (عَفَا اللَّهُ عَنكَ)؛ أي لم يبقَ لها أثرٌ، والنّبي صلّى الله عليه وسلّم أذن لهم رأفةً ورحمةً منه صلّى الله عليه وسلّم، بدليل أنّ الله سبحانه وتعالى أيّد موقف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عندما قال: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) [التّوبة]، أي كانوا زادوكم تثبيطاً، ولكنّ الله سبحانه وتعالى يشرّع والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم له الرّحمة والقلب الواسع باتّجاه النّاس فقد أذن صلّى الله عليه وسلّم لبعضهم بعدم الخروج فعاتبه الله سبحانه وتعالى وبيّن أنّه عفا عنه لمَ أذِن لهم، وهذا تكريمٌ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالعتب في القرآن الكريم للرّسول الكريم هو رفع درجاتٍ بخلاف العتب بالنّسبة لباقي البشر، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يفعل ذلك تقصيراً، وإنّما برأفته ورحمته واجتهاده من أجل هداية قومه.

عَفَا: فعل ماض.

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعله.

عَنْكَ: متعلقان بالفعل، والجملة ابتدائية.

لِمَ: اللام حرف جر.

ما: اسم استفهام في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان «أَذِنْتَ» . وحذفت ألف ما لتمييزها عن ما الموصولة.

حَتَّى: حرف غاية وجر

يَتَبَيَّنَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى. والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف «لَكَ» متعلقان بالفعل.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل رفع فاعل.

صَدَقُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ: مضارع ومفعوله وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، والجملة معطوفة.

عَفَا اللَّهُ عَنْكَ: العفو: التجاوز عن الخطأ وترك المؤاخذة عليه