الآية رقم (18) - شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

هناك ثلاث شهادات:

– أوّل شهادة: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ)، فهو الّذي خلق السّماوات والأرض، وهو الّذي يملك أمر الحياة والموت، وهو الّذي أجرى الأنهار والبحار.. فهل وُجد إله آخر نازعه ملكيّتها؟ حتّى هذه اللّحظة لم يوجد ولن يوجد، فإذاً هي ملكه. هذه الشّهادة هي شهادة الذّات للذّات، شهادة الله سبحانه وتعالى بأنّه لا إله إلّا هو، (كَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا) [النّساء: 79].

– ثاني شهادة: (وَالْمَلائِكَةُ) هذه شهادة المشهد، قال سبحانه وتعالى للملائكة: كونوا طائعين، فكانوا طائعين.

– ثالث شهادة: (وَأُولُو الْعِلْمِ)، هذه شهادة الدّليل، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران]،  إذاً فأنت تشهد أنّه لا إله إلّا الله بالأدلّة الّتي خلقها سبحانه وتعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) [يس]، (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس]،  (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ) [يس]،  هناك كثير من الآيات البيّنات في الكون والشّمس والقمر والأنهار، وفي أنفسكم وفي الحياة والموت… نستدلّ بها على وحدانيّة الخالق جلّ وعلا.

شَهِدَ اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والجملة استئنافية

أَنَّهُ: أن واسمها

وجملة «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» هو توكيد للضمير المستتر في الخبر المحذوف والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بشهد

وَالْمَلائِكَةُ: عطف على الله

وَأُولُوا: عطف على الملائكة مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

قائِماً: حال منصوبة

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: تقدم إعرابها

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ: خبران لمبتدأ محذوف تقديره، الله العزيز الحكيم.

بِالْقِسْطِ: متعلقان «بقائماً»

شَهِدَ اللَّهُ: الشهادة: الإخبار المقرون بالعلم والإظهار والبيان

إما بالمشاهدة الحسية، وإما بالمشاهدة المعنوية وهي الحجة والبرهان.

والمراد: بيّن وأعلم الله تعالى لخلقه بالدلائل والآيات والبراهين

أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: أي لا معبود في الوجود بحق إلا هو

وَأُولُوا الْعِلْمِ: هم أهل البرهان القادرون على الإقناع، وهم الأنبياء والمؤمنون، بالاعتقاد واللفظ

قائِماً: بتدبير مصنوعاته، أي تفرد

بِالْقِسْطِ: بالعدل في الدين والشريعة وفي الكون والطبيعة

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: كرره تأكيدا

الْعَزِيزُ: في ملكه

الْحَكِيمُ: في صنعه