﴿سَيَحْلِفُونَ﴾ : كلمة ﴿سَيَحْلِفُونَ﴾ فيها سرٌّ إعجازيٌّ من الله سبحانه وتعالى ، فالآية نزلت وقُرئت وسمعها المؤمنون والمنافقون قبل أن يحلف المنافقون.
﴿إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ﴾: الانقلاب: معناه التّحوّل، والمقصود به العودة إلى المدينة مقرّ السّلام والأمن بعد الحرب، وعندما عادوا إلى المدينة بدأ المنافقون يحلفون، ولكن لماذا سيحلفون؟ يجيب الحقّ سبحانه وتعالى بقوله: ﴿لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾؛ أي لتعرضوا عن توبيخهم ولومهم وتعنيفهم؛ لأنّهم لم يجاهدوا معكم.
﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾: أي أعطوهم مطلوبهم ولا تتكلّموا معهم شيئاً، فلا تلوموهم ولا توبّخوهم.
﴿إِنَّهُمْ رِجْسٌ﴾: الرّجس: يُطلق على معانٍ كثيرةٍ؛ أي أنّ فيهم خُبثاً وقذارةً.
﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾: النّتيجة والمآل هي جهنّم، جزاءً بما كانوا يكسبون من الخطايا والآثام في الحياة الدّنيا.