الآية رقم (95) - سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ

﴿سَيَحْلِفُونَ﴾ : كلمة ﴿سَيَحْلِفُونَ﴾ فيها سرٌّ إعجازيٌّ من الله سبحانه وتعالى ، فالآية نزلت وقُرئت وسمعها المؤمنون والمنافقون قبل أن يحلف المنافقون.

﴿إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ﴾: الانقلاب: معناه التّحوّل، والمقصود به العودة إلى المدينة مقرّ السّلام والأمن بعد الحرب، وعندما عادوا إلى المدينة بدأ المنافقون يحلفون، ولكن لماذا سيحلفون؟ يجيب الحقّ سبحانه وتعالى  بقوله: ﴿لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾؛ أي لتعرضوا عن توبيخهم ولومهم وتعنيفهم؛ لأنّهم لم يجاهدوا معكم.

﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾: أي أعطوهم مطلوبهم ولا تتكلّموا معهم شيئاً، فلا تلوموهم ولا توبّخوهم.

﴿إِنَّهُمْ رِجْسٌ﴾: الرّجس: يُطلق على معانٍ كثيرةٍ؛ أي أنّ فيهم خُبثاً وقذارةً.

﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾: النّتيجة والمآل هي جهنّم، جزاءً بما كانوا يكسبون من الخطايا والآثام في الحياة الدّنيا.

«سَيَحْلِفُونَ»: السين للاستقبال ومضارع وفاعله.

«بِاللَّهِ»: متعلقان بالفعل قبلهما.

«لَكُمْ»: متعلقان بحال محذوفة.

«إِذَا»: ظرفية شرطية غير جازمة.

«انْقَلَبْتُمْ»: ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة.

«إِلَيْهِمْ»: متعلقان بالفعل قبلهما.

«لِتُعْرِضُوا»: مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل منصوب بحذف النون والواو فاعله.

«عَنْهُمْ»: متعلقان بالفعل قبلهما.

«فَأَعْرِضُوا»: الفاء الفصيحة وأمر وفاعله.

«عَنْهُمْ»: متعلقان بالفعل قبلهما.

«إِنَّهُمْ»: إن واسمها.

«رِجْسٌ»: خبرها والجملة تعليلية.

«وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ»: الواو استئنافية ومبتدأ وخبره والجملة مستأنفة.

«جَزاءً»: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره يجزون.

«بِما»: متعلقان بجزاء.

«كانُوا»: كان واسمها والجملة صلة.

«يَكْسِبُونَ»: مضارع وفاعله والجملة خبر كنتم.

انْقَلَبْتُمْ: رجعتم إليهم ووصلتم من تبوك.

لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ: لتصفحوا عنهم ولا تعاتبوهم.

فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ: ولا توبخوهم.

إِنَّهُمْ رِجْسٌ: قذر، لخبث باطنهم، فيجب الإعراض عنهم، ولا ينفع فيهم التأنيب.

وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ: من تمام التعليل، أي إن النار كفتهم عتابا، فلا تتكلفوا عتابهم.