﴿سَنُلْقِي﴾: الإلقاء يُستخدم للأمر المادّيّ وليس الأمر المعنويّ، والرّعب أمرٌ معنويّ، فهل يوجد رعب تمسكه وتلقيه؟ لكنّ الله تبارك وتعالى استخدم هذه الكلمة حتّى يطمئن الصّحابة بعد ما حدث من خسائر في غزوة أُحُد، فيقول لهم: سأجمع الرّعب من كلّ الاتّجاهات وألقيه في قلوب المشركين.
﴿بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾: السّلطان إمّا أن يكون سلطان القوّة، وإمّا أن يكون سلطان الحجّة والدّليل والبرهان، فهم ليس لديهم سلطان أي حجّة ليثبتوا به الإشراك بالله، وسيبقون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهم في خوف دائم من كلمة التّوحيد.
والإشراك بالله أن تعتقد أنّ هناك مَن يضرّ وينفع ويعطي ويمنع ويصل ويقطع ويخفض ويرفع ويعزّ ويذلّ ويحيي ويميت غير الله.
﴿وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾: أي سيكون مصيرهم إلى النّار.
﴿وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾: المثوى: هو المنقلب الأخير للإنسان، لماذا سمّاهم ﴿الظَّالِمِينَ﴾؟ لأنّ الظّلم الأشدّ هو أن تظلم نفسك، فكيف يظلم الإنسان نفسه؟ عندما يقدّم لها شهوة عاجلة مؤقّتة ويبعد عنها نعيماً دائماً، عندما تبغي وتكذب وترتشي وتفعل المنكرات تكون قد قدّمت شهوة عاجلة تنتهي وتبقى في حرمان المعصيّة إلى أن تصل إلى النّار، فإذاً أنت ظالم لنفسك ولغيرك في الوقت نفسه.