﴿أُرْكِسُواْ فِيِهَا﴾: فشلوا فيها، هؤلاء قومٌ من غطفان كانوا على مشارف المدينة المنوّرة، يريدون أن يكونوا مع قومهم ويقولون لكم: إنّهم معكم في الوقت ذاته، ﴿فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ﴾ في ساحة القتال والحرب.
﴿وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾: أولئك الّذين يأتون ويقاتلون، وكلّما ردّوا إلى الفتنة فشلوا، ولم يعتزلوكم ولم يلقوا إليكم السّلام، ولم يكفّوا أيديهم؛ أي هم يعتدون عليكم ويقاتلونكم عندئذٍ: ﴿فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾ عندما يقول القرآن الكريم: ﴿سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾ فالسّلطان هو القوّة، إمّا أن تكون قوّة القتال وإمّا أن تكون قوّة الإقناع، ولم يسمح القرآن الكريم بالقتال إلّا في حالة الاعتداء على المؤمنين، أمّا السّلطان فهو سلطان الحجّة والبرهان والبلاغ، هذا هو السّلطان وهذه هي قوّة الدّين، هي بإقناع النّاس بهذا الدّين وبرسالة الخير للغير من الدّين، ورسالة المحبّة والسّلام والأمن والاطمئنان لكلّ إنسان. يتابع المولى عزَّ وجلمبيّناً خطورة قتل النّفس البشريّة وهذا أمرٌ مهمٌّ، وهذه الآيات تبيّن المعنى بشكلٍ واضحٍ