الآية رقم (44) - ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ

(ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ): هو غيب بالنّسبة للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، لكنّه معلوم؛ لأنّه حدث، إذاً هو غيب تاريخيّ، وبما أنّ الإخبار من الله سبحانه وتعالى فهو أصدق من الحواسّ.

(نُوحِيهِ إِلَيْكَ): هذا الكلام المتعلّق بالسّيّدة مريم، وأنّها مُصطفاةٌ على نساء العالمين، وتهيئة الأسباب للحدث العظيم وهو ولادة السّيّد المسيح، وذكر زكريّا ويحيى عليهما السّلام، كلّ ذلك وحيٌ نوحيه إليك.

(وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ): كان هناك شجار بين زكريّا وبين قومه، كلّهم يريد أن يكفل الطّفلة مريم، فاختصموا واقترعوا عليها بأقلامهم الّتي يكتبون بها التّوراة، فأيّهم تقع القرعة عليه فهو يكفلها، فوقع الاختيار على زكريّاعليه السلام.

ذلِكَ: ذا اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب

مِنْ أَنْباءِ: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ

الْغَيْبِ: مضاف إليه

نُوحِيهِ إِلَيْكَ: فعل مضارع والهاء مفعوله والفاعل نحن والجار والمجرور متعلقان بنوحي، والجملة في محل نصب حال

وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ: الواو حالية. ما نافية وكان والتاء اسمها

لديهم: مفعول فيه ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كنت

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن متعلق بمحذوف خبر أيضا والتقدير: وما كنت مستقرا إذ …

يُلْقُونَ: فعل مضارع وفاعل

أَقْلامَهُمْ: مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة

أَيُّهُمْ: اسم استفهام مبتدأ

جملة «يَكْفُلُ مَرْيَمَ» خبره

جملة «أَيُّهُمْ يَكْفُلُ … » مفعول به.

«وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ»: عطف على جملة «وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ» الأولى وهي مثلها في إعرابها.

أَنْباءِ الْغَيْبِ: أخبار ما غاب عنك.

نُوحِيهِ الوحي: تعريف الموحى إليه بأمر خفي

وقد جاء الوحي في القرآن لمعان:

لكلام جبريل للأنبياء كما هنا، ومثل: (نُوحِي إِلَيْهِمْ)

وللإلهام مثل: (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) [القصص 28/ 7]

ولإلقاء المعنى المراد مثل: (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) [الزلزلة 99/ 5]

وللإشارة مثل: (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) [مريم 19/ 11] .

أَقْلامَهُمْ: قداحهم المبرية التي يقترعون بها وتسمى السهام.

أما الأزلام: فهي التي يضربون بها القرعة ويقامرون بها.

إِذْ يَخْتَصِمُونَ: يتنازعون في كفالتها.