﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ﴾: عذاب جهنّم وعذاب الحريق، لا يكون بلا سبب، وإنّما هو نتيجة ما قدّمت أيديكم من عمل ومكر وجرائم وقتل للأنبياء وجحود برسالة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم.
﴿وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾: الله سبحانه وتعالى هو العدل المطلق، والله تعالى يقول: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء]، فالله عز وجل لا يظلم البشر، لكن في هذه الآية جاءت لفظة: ﴿لَيْسَ بِظَلاَّمٍ﴾ وهي صيغة مبالغة من ظالم، فمن الممكن أن يقول المشكّكون: أنت نفيت عنه أنّه (ظلّام)، ولم تنف أنّه (ظالم) -والعياذ بالله-، لكنّه قال بعد ظلّام: ﴿لِّلْعَبِيدِ﴾ وليس للعبد، أي هذا عبد وهذا عبد وهذا عبد، فصيغة المبالغة جاءت لتشمل كلّ هؤلاء العبيد على وجه الأرض، فأنت عندما تريد أن تتصدّى لتفسير القرآن الكريم يجب أن تكون عالماً بأسرار اللّغة العربيّة الّتي نزل كلام الله بها.