كان الحديث في الآيات السّابقة يتعلّق بالإحرام، والإحرام جزءٌ لا يتجزّأ من أداء ركن الحجّ أو العمرة الشّريفة، يجب أن يكون الإنسان محرماً عندما يدخل البيت الحرام بحجٍّ أو عمرةٍ، وهذا أمرٌ يتعلّق بالضّوابط الإيمانيّة، وبأنّ هذا البيت الكريم أوّل بيت وضع للنّاس كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران]، بعدما بيّن الله سبحانه وتعالى ما يجوز وما لا يجوز وما هو حلالٌ أثناء الإحرام وما هو حرامٌ بالنّسبة للصّيد وما يتعلّق بذلك.
﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ﴾: هناك فرق ما بين (خَلَق) و(جَعَل)، الخلق: إيجادٌ من العدم، والجعل: هو توجيه المخلوق إلى المهمّة الّتي أرادها الله سبحانه وتعالى له في هذه الدّنيا.