﴿جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ﴾: الجزاء والثّواب والمكافأة تكون لهم، يُثابون على فعلهم أوفى وأتمّ الجزاء من عند ربّهم؛ لأنّهم خير الخليقة بإيمانهم، وبما قدّموا من عملٍ صالحٍ، قال تبارك وتعالى: ﴿وَبَشِّرِ الذين آمنوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ [يونس: من الآية 2]، وكلمة: ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ فيها ملحظٌ، فعندما يكون أجرك عند المساوي لك يمكن أن يكون هناك إشكالٌ، أمّا إذا أجرك وثوابك عند الرّبّ سبحانه وتعالى فهذا أمرٌ عظيمٌ، والعنديّة هنا هي عند الرّبّ الأعلى تبارك وتعالى.
﴿عَدْنٍ﴾: مادّتها العين والدّال والنّون، معناها الإقامة، عَدَن في المكان؛ أي أقام فيه، فهي جنّات إقامةٍ أبديّةٍ خالدين فيها، فالدّنيا ليست دار إقامةٍ، بل هي دارٌ سنرحل عنها، فإمّا أن نذهب إلى جنّات عدنٍ أو إلى جهنّم وبئس المصير.
﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾: يعطينا الحقّ سبحانه وتعالى صورةً للأنهار، وأنّ منبعها من تحت هذه الجنّات، فهي ليست أنهاراً تأتيك من بعيدٍ وقد تنقطع، إنّه نعيمٌ ما بعده نعيمٌ.