الفتنة هي الاختبار، والفتنة بحدّ ذاتها لا تكون شرّاً، لكن نتيجة الفتنة تكون إمّا شرّاً وإمّا خيراً، وقد يأتي معنى الفتنة بالسّير على رأي ضالّ.
فالفتنة هي اختبارٌ لها وسائلٌ متعدّدةٌ، وتطلق على الشّيء الّذي يستولي على الإنسان بالباطل، يقال: هذا يفتن أو يفتن بين النّاس.
﴿ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾: كانت نتيجة الاختبار بأنّهم قالوا يوم القيامة: بأننّا ما كنّا مشركين، هم كذّبوا، ويحاولون حتّى في هذه اللّحظات أن يقسموا: ﴿وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾، إذاً تبرّؤوا، ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ [البقرة].