﴿مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾: أي من أمامهم، آتي وأمنعهم من النّظر إلى الحقيقة الّتي تكون أمامهم، فنحن نسير في هذه الحياة الدّنيا حتّى نصل إلى نقطةٍ واحدةٍ هي الموت وهو النّهاية.
﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾، أي أشكّكهم بأنّهم سيبعثون، أشكّكهم بأنّه سبحانه وتعالى: ﴿يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾
[يس: من الآية 78]، سأشكّكهم بأنّ هناك حساباً، وبأنّ هناك جنّةً وناراً.
﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾: يترك الإنسان من خلفه الذّريّة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النّساء]، يجعله يسرق ويرتشي خوفاً على ذريّته لكي يترك لها الأموال، إذاً يأتيه من أمامه فيقول له: لا يوجد جنّةٌ ولا نارٌ ولا حسابٌ، ويأتي من خلفه من خلال الإغواء بالنّسبة للذّريّة.