الآية رقم (17) - ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ

﴿مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾: أي من أمامهم، آتي وأمنعهم من النّظر إلى الحقيقة الّتي تكون أمامهم، فنحن نسير في هذه الحياة الدّنيا حتّى نصل إلى نقطةٍ واحدةٍ هي الموت وهو النّهاية.

﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾، أي أشكّكهم بأنّهم سيبعثون، أشكّكهم بأنّه سبحانه وتعالى: ﴿يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾

[يس: من الآية 78]، سأشكّكهم بأنّ هناك حساباً، وبأنّ هناك جنّةً وناراً.

﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾: يترك الإنسان من خلفه الذّريّة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النّساء]، يجعله يسرق ويرتشي خوفاً على ذريّته لكي يترك لها الأموال، إذاً يأتيه من أمامه فيقول له: لا يوجد جنّةٌ ولا نارٌ ولا حسابٌ، ويأتي من خلفه من خلال الإغواء بالنّسبة للذّريّة.

ثُمَّ: عاطفة

لَآتِيَنَّهُمْ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل أنا، والهاء مفعول به، واللام واقعة في جواب القسم. والجملة لا محل لها جواب القسم

مِنْ بَيْنِ: متعلقان بالفعل قبلهما.

أَيْدِيهِمْ: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل. والهاء في محل جر بالإضافة.

وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ: عطف.

وَلا تَجِدُ: فعل مضارع مرفوع. فاعله أنت لا نافية.

أَكْثَرَهُمْ: مفعول به أول

شاكِرِينَ: مفعول به ثان. أو حال، والجملة مستأنفة لا محل لها

ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ: أي من كل جهة، فأمنعهم من سلوكه

قال ابن عباس: ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين رحمة الله تعالى.