أخذت الصّاعقة شعب بني إسرائيل فماتوا، ثمّ بعثهم الله سبحانه وتعالى من بعد موتهم. أمّا سيّدنا موسى عليه السَّلام فلم يمت، بل أغمي عليه من شدّة تجليّات الله سبحانه وتعالى على الجبل، ثمّ أفاق، ﴿فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ]الأعراف: من الآية 143[، وقد تاب من طلب ذلك مرّة أخرى.
وكانت المعجزات الحسّيّة تتكرّر في زمانهم، وكان الله سبحانه وتعالى يميت أمامهم أناساً ويحييهم كي يثبت لهم البعث بمثالٍ ملموسٍ، ونجد ذلك في أمثلة عديدة مثل قصّة الّذي ﴿مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ﴾] البقرة: من الآية 259[، والأرجح أنّه عُزير، وكذلك سيّدنا عيسى عليه السَّلام كان يحيي الموتى بإذن الله، أي بأمر ﴿كُنْ﴾ الإلهيّة. وهكذا بعث الله سبحانه وتعالى شعب بني إسرائيل من بعد موتهم بطلب وإلحاح من سيّدنا موسى عليه السَّلام الّذي كان يخشى انقطاع نسلهم إذا ماتوا جميعاً.