لا شكّ أنّ المناسبة بين سورة (الفيل) وسورة (قريش) واضحةٌ، فالحقّ سبحانه وتعالى أهلك أصحاب الفيل لإيلاف قريش، لتأليفهم وليألَفوا هم رحلة الشّتاء إلى الشّام ورحلة الصّيف إلى اليمن، وليس من الضّروري أن تنزل السّورة بعد السّورة لتكون مترتّبةً عليها، فقد تنزل بعدها بفترةٍ طويلةٍ، لكن وضعها في القرآن الكريم يأتي في هذا المكان؛ لأنّ كلام الله سبحانه وتعالى له تصميمٌ نهائيٌّ، وهو الّذي كان باللّوح المحفوظ، أمّا أسباب النّزول للسّور والآيات فبحسب الأحداث، بعد ذلك رتّبها سيّدنا جبريل عليه السَّلام كما باللّوح المحفوظ ترتيباً آخر، فجاءت سورة (قريش) بعد سورة (الفيل).