استخدام كلمة (الشّراء)؛ لأنّهم ماديّون لا يفهمون إلّا لغة التّجارة والمال، لا يفهمون إلّا بالدّرهم والدّينار والدّولار، وهذه حياتهم، وقد اشتروا الكفر، وهي تجارة خاسرة: أن يكفروا بما أنزل الله في القرآن.
والكفر: هو الجحود والسّتر.
البغي: هو العدوان وتجاوز الحدّ.
﴿أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾، فقد نزل القرآن الكريم على العرب وعلى نبيّ عربيّ فرفضوه؛ لأنّهم كانوا يودّون أن يكون النّبيّ من ذريّة بني إسرائيل، وكانوا يستفتحون على أهل المدينة بأنّه سيكون من اليهود فكان من العرب. والله أعلم حيث يجعل رسالته، والنّبوّة فضل، وختام النّبوّات بنبيّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم هو أكبر فضل، بعثه الله من العرب، فشرّف به الأمّة العربيّة، فنبيّنا عربيّ والقرآن عربيّ ولسان أهل الجنّة في الجنّة عربيّ، كما ورد عن نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.
﴿فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾، الغضب الأوّل؛ لأنّهم كفروا بالحقّ الّذي جاء به النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا الغضب يشتركون به مع الكافرين الّذين لا كتاب لهم، والغضب الثّاني اختصّ به بنو إسرائيل؛ لأنّهم كفروا بالنّبيّ ووصفه موجود عندهم في التّوراة، ذكرت صفاته عليه الصّلاة والسّلام فيها فكفروا به، وهم يعرفون صدقه وأنّه الحقّ، فستروا ما جاءهم في التّوراة. والكفر هو السّتر، أي ستروا ما جاءهم من عند الله سبحانه وتعالى.
﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾: هو الإهانة يوم القيامة، وذلك أشدّ أنواع الإيلام؛ لأنّ الإنسان الّذي كان يتكبّر ويتجبّر يُهان يوم القيامة بسبب ما كان منه في الدّنيا.