الوحي هو إعلامٌ بخفاءٍ، فالله سبحانه وتعالى يوحي إلى الأرض، وهو ليس وحياً بالمعنى الاصطلاحيّ كما يعتقد بعض النّاس، لكنّه هنا بالمعنى اللّغويّ كوحي الله سبحانه وتعالى إلى النّحل: ﴿وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ [النّحل]، والوحي إلى الملائكة: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ [الأنفال]، وكذلك وحي الله سبحانه وتعالى إلى أمّ موسى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص]، كذلك وحي الله سبحانه وتعالى إلى الحواريّين: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ [المائدة]، الأرض فهمت عن الله سبحانه وتعالى بما أودع فيها فتزلزلت.
بِأَنَّ رَبَّكَ: الباء حرف جر وأن واسمها
أَوْحى: ماض فاعله مستتر
لَها: متعلقان بالفعل والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بتحدث.
بِأَنَّ رَبَّكَ: أي تحدّث بسبب أن ربك أَوْحى لَها: أمرها بذلك، والوحي: الإلهام بخفاء، يقال: أوحى له وإليه، ووحي له وإليه: كلّمه خفية أو ألهمه. يَصْدُرُ النَّاسُ يخرجون من قبورهم إلى موقف الحساب. أَشْتاتاً متفرقين متمايزين بحسب مراتبهم وأعمالهم.