كلمة بلى لا تعني نعم، بل تعني عكس ما تقولون.
والإحاطة: هي ما يحيط بالشّيء من كلّ جانب، فمن يفتري على الله الكذب، ويكتب الكلام بيده، ويقول: إنّه من عند الله، والّذي يقول في القرآن الكريم ما ليس من القرآن.. هؤلاء معصيتهم كبيرة.
ولا يكون الخلود في النّار بسبب المعاصي الصّغيرة، لذلك قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: «من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوّأ مقعده من النّار»([1])؛ لأنّ هذه معصية في القمّة.
﴿بَلَى﴾: يعني أنتم مخطئون، والخلود في النّار لا يكون بسبب الصّغائر من الذّنوب، بل يكون بسبب معصية من الكبائر؛ لأنّهم يحرّفون كلام الله، ولا بدّ من أن تكون هناك عقوبة على الجرائم الّتي يرتكبها النّاس، وإلّا تفلّتت أمور الحياة: ﴿فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾: ويستخدم القرآن كلمة أصحاب؛ لأنّ الإنسان هو الّذي يختار أصحابه، وهؤلاء هم الّذين أوصلوا أنفسهم إلى هذا المصير، أي أنّهم هم الّذين اختاروا النّار، ولم يجبرهم الله على هذا الاختيار.
([1]) سنن النّسائيّ الكبرى: كتاب فضائل القرآن، باب من قال في القرآن بغير علم، الحديث رقم (8085).