﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾: بديع خلق على غير مثالٍ سابقٍ، فإن أردنا تقريب الأمر، عندما نصنع شيئاً يكون له في مخيّلتنا مثالٌ فنصنعه وفق هذا المثال، فإن أردنا أن نصنع كوباً فنستحضر في أذهاننا شكل الكوب لنصنع كوباً ونزيّنه، أمّا البديع فهو الّذي يخلق على غير مثالٍ سابقٍ.
﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ﴾: فطالما أنّه سبحانه وتعالى بديعٌ، أوجد السّماوات والأرض على غير مثالٍ سابقٍ، فلا يمكن أن يطرأ عليه الابن أو الابنة أو الصّاحبة؛ لأنّ هذا يُنقص من صفات الكمال، وأيّ ولدٍ أو صاحبةٍ لله جلَّ جلاله كما ادّعوا، سبحان الله وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، فهو طارئٌ يطرأ، والله عزَّ وجلّ لا يطرأ عليه شيءٌ.
﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾: ليس فقط خلق كلّ شيءٍ، بل هو بكلّ شيءٍ عليمٌ، كلّ شيءٍ في هذا الوجود من السّماوات والأرض والملائكة والجنّ والإنسان والشّجر والنّبات والحيوان والإنسان، فسبحانه بديع السّماوات والأرض، وهو الخالق جلّ وعلا، لا يغيب شيءٌ عن علمه عزَّ وجلّ.