ذكرنا بأنّ الآيات السّابقة تتحدّث عن غزوة تبوك وهي المعركة الأولى الّتي تتمّ بين المسلمين والرّوم، حيث بدأ الرّوم بالاعتداء على أطراف المدينة المنوّرة من جهة تبوك، وكان جيش الرّوم يتحرّك باتّجاه القضاء على المدينة المنوّرة، فخرج الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك -وهي بعد حُنين- وكان النّاس منهكين، إضافةً إلى أنّها كانت في شدّة الحرّ في منتصف الصّيف، وكان هذا العام عام عُسرةٍ، فبدأ المنافقون يثبّطون الهمم، وهنا يجب علينا أن ننتبه إلى أمرٍ مهمٍّ، وهو أنّ الله سبحانه وتعالى عندما يأمر البشر بأمرٍ فهذا الأمر يكون في مصلحتهم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى لم يكلّف البشر إلّا بما هو ضمن دائرة طاقتهم، قال سبحانه وتعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ) [البقرة: من الآية 286]، وهنا يحضّ الله سبحانه وتعالى المؤمنين على الخروج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى تبوك:
(انفِرُوا خِفَافًا): الخفيف هو الصّحيح السّليم.
(وَثِقَالًا): الثّقيل قد يكون هو المريض، أو الّذي لديه بطء في حركته، أو لا يستطيع أن يتحرّك.