فهو يُعطي مالَه بسخاءٍ من غير حسابٍ، يتصدّق على الفقراء والمحتاجين والمساكين، وبعض المفسّرين قالوا: المراد بسياق هذه الآية أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، فهو الأتقى عندما بذل مالَه كلّه ولم يُبقِ لنفسه شيئاً، فقال له النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ماذا أبقيت لنفسك؟»، قال رضي الله عنه: الله ورسوله([1])، لكنّ الآية عامّةٌ فليست العبرة بخصوص السّبب الّذي نزلت من أجله الآية، وإنّما بعموميّة المعنى، فكلّ من كان الأتقى سيُجنّب النّار، فترجمان الإيمان هو الإحسان للنّاس، فرسالة الإسلام لا يمكن أن تكون رسالة شقاءٍ ولا إرهابٍ ولا تطرّفٍ، بل هي رسالة توادٍّ وتراحمٍ وتعاطفٍ وخيرٍ وعطاءٍ.