الآية رقم (3) - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ

وأوّل صفة للمتّقين هي الإيمان بالغيب، والغيب هو ما لا تدركه حواسّك، والحواسّ هي: (البصر والسّمع والشّم واللّمس والذّوق)، والغيب هو ما غاب عنك، ووجود الشّيء يختلف عن إدراك الشّيء، وليس كلّ ما لا تدركه حواسّك غير موجود، فالجراثيم مثلاً لا تدركها الحواسّ، وكان الإنسان في وقت نزول القرآن يمرض وترتفع حرارته ويُعالج دون معرفة الجراثيم، ولا سبب المرض، مثل جرثومة الملاريا أو التّيفوئيد.. لكنّها كانت موجودة، فعدم معرفتها لا ينفي وجودها.

وأوّل عناصر الإيمان هي الإيمان بالغيب، والغيب له ثلاثة أنواع:

1- ما غاب عنك وله مقدّمات للوصول إليه، وهذا ليس غيباً، مثل الأرصاد الجويّة الّتي تخبرنا عن حالة الجوّ.

2- ما غاب عنك وعُرف للآخرين، وهذا لا يُسمّى غيباً.

3- الغيب المطلق الّذي ليس له مقدّمات، ولم يُعرَف للآخرين.

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ:

  • إمَّا بالجر صفة للمتقين أو بدل منهم
  • وإمَّا بالرفع على أنه مبتدأ، وخبره أُولئِكَ عَلى هُدىً
  • أو على أنَّه خبر مبتدأ مقدر، وتقديره هم الذين وإما بالنصب على تقدير «أعني» ويُؤْمِنُونَ صلته.

يُؤْمِنُونَ

الإيمان: هو التصديق الجازم المقترن بإذعان النفس وقبولها، ويدل عليه العمل.

بِالْغَيْبِ: ما غاب عن الإنسان من حساب وجزاء وجنة ونار وغيرها.

يُقِيمُونَ الصَّلاةَ: الإتيان بها مستكملة شروطها وأركانها