هذه الآيات كلّها تُخاطب اليهود في المدينة المنوّرة، وعندما طردهم الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم كان ذلك بسبب عدوانهم ومكرهم وظلمهم ونقضهم للعهود والمواثيق، على حين أنّنا نجد أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما جاء إلى المدينة وقّع مع اليهود مواثيقَ ووضع دستوراً للمدينة يقضي بأنّ المسلمين والمشركين وأهل الكتاب يد واحدة على من عاداهم، وضع دستوراً تفتخر به الإنسانيّة في احترامه للتّعدّديّة، ومع ذلك نقضوا الدّستور والعهود والمواثيق لذلك كانت هذه الآيات المتتالية عن اليهود:
﴿الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾: هي الحجج الباطلة والمماطلة في الإيمان، حيث قالوا: إنّ الله عاهدنا ألّا نؤمن بأيّ رسول حتّى يأتي بقربان تأكله النّار، والقربان: هو ما يُتقرّب به إلى الله تبارك وتعالى، فإذا أكلت النّار القربان يكون صادقاً في أنّه من عند الله سبحانه وتعالى.