الآية رقم (173) - الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ: النّاس الحاضرون في المشهد من اليهود ومن المشركين ومن بعض المنافقين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ، هم يخوّفون المسلمين بالعدّة والعتاد، كما قالوا: إنّ قريشاً تجمع الآلاف لتعيد الكرّة على المسلمين بعد غزوة أُحُد، فماذا كانت ردّة الفعل؟ المؤمن لا يخشى من تدابير البشر فأقصى ما يستطيع البشر فعله هو تنفيذ إرادة ربّ البشر فيه.

﴿فَزَادَهُمْ إِيمَاناً: زيادة الإيمان هنا أنّهم لم يجعلوا في حسابهم العدد والعدّة والعتاد، وإنّما جعلوا ربّ النّاس وكيلاً لهم.

﴿وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ: هم وكّلوا الله ليدافع عنهم.

حسبنا الله: كفانا الله، ونعم الوكيل: نعم المولى لمن وليَه.

الَّذِينَ: بدل من الذين قبلها

جملة «قالَ لَهُمُ النَّاسُ» صلة الموصول

إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ: إنّ واسمها وجملة قد جمعوا لكم خبرها والجار والمجرور متعلقان بجمعوا

فَاخْشَوْهُمْ: الفاء هي الفصيحة

اخشوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها

فَزادَهُمْ إِيماناً: الفاء عاطفة وماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر إيمانا مفعول به ثان أو تمييز والجملة معطوفة

وَقالُوا: كذلك معطوفة

حَسْبُنَا اللَّهُ: الله لفظ الجلالة مبتدأ مؤخر وحسبنا خبره وجملة الله حسبنا مقول القول

وَنِعْمَ الْوَكِيلُ: فعل ماض جامد لإنشاء المدح وفاعله والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هو الله.

قالَ لَهُمُ النَّاسُ: أي نعيم بن مسعود الأشجعي.

إِنَّ النَّاسَ: أبا سفيان وأصحابه.

قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ: الجموع ليستأصلوكم.

فَاخْشَوْهُمْ: ولا تأتوهم.

فَزادَهُمْ: ذلك القول.

إِيماناً: تصديقاً بالله ويقينًا.

حَسْبُنَا اللَّهُ: كافينا أمرهم.

وَنِعْمَ الْوَكِيلُ: المفوض إليه الأمر، وقد خرجوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، فوافوا سوق بدر، وألقى الله الرعب في قلب أبي

سفيان وأصحابه، فلم يأتوا، وكان معهم تجارات فباعوا وربحوا.