انتقل المولى سبحانه وتعالى من الحديث عن جوّ معركة بدر إلى التّآمر اليهوديّ ونقض العهود، (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [ المائدة].
(الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ): من الّذين نقضوا العهد؟ هم بنو قريظة الّذين أمدّوا المشركين بالسّلاح وأعلموهم بخروج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أصحابه، وتآمروا من داخل المدينة، مع أنّ هناك عهوداً ومواثيق وقّعها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام معهم ولكنّهم نكثوا العهد، ودائماً ديدن اليهود نقض العهود، فهم لا عهد لهم ولا سلام معهم؛ لأنّهم يحتالون وهذه طبيعتهم كما بيّنها القرآن الكريم.
(فِي كُلِّ مَرَّةٍ): ليست في هذه المرّة فقط، وإنّما في كلّ مرّةٍ توقّع معهم مواثيق وعهود سينقضونها، وهذا ما حدث في معركة الخندق عندما تآمر اليهود عليه جميعهم.
(وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ): التّوراة نزلت عليهم وهم أهل كتاب، فمن المفترض أن يتّقوا الله تبارك وتعالى وأن يقفوا إلى جانب ما وثّقوه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.