﴿الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾: الّذين يقاتلون في سبيل الله سبحانه وتعالى هم الّذين آمنوا، وقد بيّنا أنّ سبيل الله سبحانه وتعالى هو ردّ الاعتداء عن الأوطان والنّاس، فحرمة الدّم والعرض والمال، هذا هو سبيل الله سبحانه وتعالى، وليس كما يعتقد بعضهم أنّ سبيل الله هو أن تقاتل لتجبر النّاس على دينه سبحانه وتعالى، فالدّين دين اختيارٍ لا إجبارٍ، ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: من الآية 29ٍ].
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾: الطّاغوت: من الطّغيان، ويتمثّل فيه الشّيطان، فالكافر يُقاتل عن الشّيطان والطّغيان، وعن البغي وتجاوز الحقوق والاعتداء على حياة النّاس وأموالهم وأعراضهم.
﴿فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ﴾: أولياء الشّيطان الّذين جعلوا ولايتهم له، لكلّ عناصر الشّرّ في هذه الحياة الدّنيا، والشّيطان يمثّل الشّرّ. فهناك مخلوقاتٌ تسمّى الجنّ، والكافر منها يُسمّى شيطاناً، وتحدّثنا سابقاً عن تعريف الجنّ، وقلنا: إنّه ليس كلّ ما لا تراه العيون فهو غيرُ موجودٍ، والأدلّة في الكون واضحةٌ، منها البكتريا والجراثيم و… الّتي لا نراها، لذلك لا نستغرب وجود هذا الأمر علميّاً، فنحن نوقن أنّ الله سبحانه وتعالى طالما قال فقد صدق.