هذه الحروف المقطّعة الّتي ترد في أوائل كثيرٍ من سور القرآن الكريم مبنيّةٌ على القطع وليس على الوصل، أمّا القرآن الكريم فكلّه مبنيٌّ على الوصل، ونحن نجد في آخر كلّ آيةٍ آخر كلمةٍ بالحركة الّتي نُظهرها إذا وصلنا الآية بما بعدها، مثلاً في قوله سبحانه وتعالى: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
[البقرة: من الآية 186]، انتهت كلمة (يرشدون) بالفتح وليس السّكون، ولو وُصلت الكلمة بما بعدها تُقرأ بالفتح، وإذا وُقف عليها يُوقف بالسكون… وهكذا في باقي الآيات ونهايات السّور، إذ الوقف يكون بالسّكون ولا يكون الوقف بالحركة الكاملة.
فالقرآن الكريم كلّه مبنيٌّ على الوصل إلّا الأحرف المقطّعة فهي مبنيّةٌ على القطع، يعني: ألف، لام، ميم، صاد، تُقرأ مقطّعةً، لماذا؟ لنعلم جميعاً أنّنا عندما نقرأ القرآن الكريم فإنّنا نتحدّث مع الله سبحانه وتعالى ونسمع منه جلَّ جلاله، فهذا الكتاب ليس كأيّ كتابٍ آخر، فهناك مجموعةٌ من الشّروط لا بدّ أن تتوفّر في الشّخص الّذي يريد قراءة القرآن الكريم، وهي أن يكون طاهراً، ومتوضّئاً، وساتراً للعورة… ولا بدّ من التّحضير للقاء كلام الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ كلامه سبحانه وتعالى هو صفةٌ من صفاته سبحانه وتعالى، والقرآن الكريم هو كتاب هدايةٍ للبشريّة، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِين﴾ [الشّعراء]