يتابع الله سبحانه وتعالى الحديث عن المنافقين وما يتعلّق بهم يوم غزوة تبوك، وهنا يعطي صفةً عامّةً تتعلّق بالمنافقين في المجتمع:
(إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ): وهذه هي طبيعتهم.
(وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ): هم ينظرون دائماً من معيار المصلحة، إذا رأوك في حالةٍ حسنةٍ من الانتصار والغنائم وتحقيق المراد فإنّ هذا يعود عليهم بالسّوء والضّغينة والحقد عليك وعلى المسلمين، وإن كانت مصيبة يعتقدون أنّهم نتيجة لعدم خروجهم قد نجوا، أو يقول بعضهم: ما كان جرى ما جرى لو لم نخرج، هذا ديدن المنافقين دوماً، فهم يشكّكون ويحاولون تدمير المجتمع بأفكارهم من أجل مصالحهم؛ لأنّهم لا ينظرون إلى المصالح العامّة وإنّما ينظرون إلى مصالحهم الفرديّة الخاصّة.