الآية رقم (50) - إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ

يتابع الله سبحانه وتعالى الحديث عن المنافقين وما يتعلّق بهم يوم غزوة تبوك، وهنا يعطي صفةً عامّةً تتعلّق بالمنافقين في المجتمع:

(إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ): وهذه هي طبيعتهم.

(وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ): هم ينظرون دائماً من معيار المصلحة، إذا رأوك في حالةٍ حسنةٍ من الانتصار والغنائم وتحقيق المراد فإنّ هذا يعود عليهم بالسّوء والضّغينة والحقد عليك وعلى المسلمين، وإن كانت مصيبة يعتقدون أنّهم نتيجة لعدم خروجهم قد نجوا، أو يقول بعضهم: ما كان جرى ما جرى لو لم نخرج، هذا ديدن المنافقين دوماً، فهم يشكّكون ويحاولون تدمير المجتمع بأفكارهم من أجل مصالحهم؛ لأنّهم لا ينظرون إلى المصالح العامّة وإنّما ينظرون إلى مصالحهم الفرديّة الخاصّة.

«إِنْ» شرطية «تُصِبْكَ» مضارع مجزوم فعل الشرط و «حَسَنَةٌ» فاعله. «تَسُؤْهُمْ» جواب الشرط مجزوم والهاء مفعوله، والجملة لا محل لها لم تقترن بالفاء أو إذا. «وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ» الجملة معطوفة.

«يَقُولُوا» جواب الشرط مجزوم والواو فاعل. «أَخَذْنا أَمْرَنا» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة مقول القول. «مِنْ قَبْلُ» قبل ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل. «وَيَتَوَلَّوْا» الجملة معطوفة على يقولوا. «وَهُمْ فَرِحُونَ» مبتدأ وخبر والواو حالية والجملة في محل نصب حال.

إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ: أي إن تصبك في بعض الغزوات حسنة كنصر وغنيمة

وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ: نكبة وشدة

يَقُولُوا: قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ: أي لقد احتطنا بالحزم حين تخلفنا من قبل هذه المصيبة

فَرِحُونَ: بما أصابك