يتابع المولى سبحانه وتعالى الحديث عن النّفقة في سبيل الله، وعن عمل الخير، وهذا جزء أساسيّ من الدّين، «والصّدقة برهان»([1])، برهانٌ على صحّة الإيمان، فالمال هو مال الله أعطاه إيّاك، لكن عندما تنفق من مال الله على خلق الله فإنّ هذا العمل يثبت صحّة إيمانك، وتعلّقك بأوامر الله سبحانه وتعالى.
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ): بالنّسبة للصّدقات هناك طريقتان للإنفاق:
1- إمّا أن تبدِي هذه الصّدقة.
2- وإمّا أن تخفيها.
فإن أبديتها فنِعْمَ هذا العمل، ونِعْمَ ما قُمت به من إبداء الصّدقة، لماذا؟ لأنّه عندما يقوم الغنيّ بإبداء الصّدقة مع صفاء النيّة لله، وخصوصاً فيما يتعلّق بالزّكاة؛ لأنّها فرض، فإنّه يحمي المجتمع ويحمي نفسه ويكون مثالاً يُحتذى للامتثال لأوامر الله عزّ وجلّ، ويقول العلماء: إنّ الإنسان الغنيّ عندما يتصدّق عليه أن يُبرز ويُبدي الصّدقة، أمّا الإنسان المتوسّط فالأفضل أن يخفي الصّدقة؛ لأنّ الإنسان الغنيّ سيقع النّاس بسيرته وبسلوكه ويقولون: عنده الأموال والأطيان والقصور..، وهو لا يُنفق منها شيئاً، إذاً هي عمليّة تتعلّق بتكافل اجتماعيّ، وبشعور إنسانيّ، عندما تبدي الصّدقة، فإنّ إبداءها يُحقّق هذا الأمر، ويمنع الفقراء من أن يتسلّل الحقد أو الحسد إلى قلوبهم، فهنا إبداء الصّدقة أفضل، لكنّ الله سبحانه وتعالى قال بعدها: