من أكبر الكبائر قتل النّفس بغير الحقّ كما ورد في الآيات السّابقة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «اجتنبوا السّبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»([1])، هذه من الكبائر الّتي نهى الله سبحانه وتعالى عنها ولكنّه سبحانه وتعالى لم يقل للإنسان: إنّك إذا ارتكبت كبيرةً انتهى الأمر وليس لك توبة، لم ينته الأمر، بل يجب عليك أيّها الإنسان أن تتوب وتستغفر. قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزّمر]، لكن لابدّ من التّكفير عنها بالعقوبات الّتي وردت بحقّها كحدّ القتل وحدّ السّرقة وغيرها.
إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ: إن شرطية والمضارع فعل الشرط المجزوم بحذف النون وفاعله ومفعوله
ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ: ما اسم موصول في محل جر بالإضافة وفعل مضارع مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور بعده والواو نائب فاعل والجملة صلة الموصول
نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ: جواب الشرط تعلق به الجار والمجرور وفاعله مستتر وسيئاتكم مفعوله
وَنُدْخِلْكُمْ: فعل مضارع ومفعوله
مُدْخَلًا: مصدر مفعول مطلق أو ظرف متعلق بالفعل قبله
كَرِيماً: صفة والجملة معطوفة على نكفر وهي جواب شرط لا محل لها.
تَجْتَنِبُوا: تتركوا الشيء جانبًا، واجتناب الشيء: تركه والابتعاد عنه، كأنه ترك جانبه وناحيته
كَبائِرَ: جمع كبيرة: وهي المعصية العظيمة: وهي التي ورد عليها وعيد أو حد في القرآن أو السنة كالقتل والزنى والسرقة، وهي سبعون كبيرة كما في كتاب الكبائر للذهبي، وعن ابن عباس: هي إلى السبعمائة
نُكَفِّرْ: نغفر ونمح
سَيِّئاتِكُمْ: صغائركم، وغفرانها ومحوها بالطاعات
مُدْخَلًا كَرِيماً: بضم الميم: إدخالا، وبفتحها: موضعًا أو مكاناً كريماً أي طيباً وهو الجنة.