الآية رقم (6) - إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ

بيّن الحقّ سبحانه وتعالى اختلاف اللّيل عن النّهار ممّا يؤكّد أنّهما وُجِدا معاً، وعطف عليها:

﴿ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: فسبحانه خلق الكون وما فيه من مقوّمات حياةٍ من مأكلٍ ومشربٍ وهواءٍ وغير ذلك، ثمّ سخّره لخدمة الإنسان، فقد جاء جل جلاله بالمخلوقات الأخرى مجملةً بعد أن جاء بذكر الشّمس والقمر كآيتين منفصلتين، ثمّ ذكر السّماوات والأرض وما فيهما من آياتٍ أخرى، من رعدٍ وبرقٍ وسحابٍ ونجومٍ وعناصر في الكون وهواءٍ… إلخ، كلّ ذلك مجملٌ في قوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾؛ لأنّه لو أراد U أن يفصّل لذكر كثيراً من الآيات والنّعم، وهو القائل سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ ]إبراهيم: من الآية 34[.

﴿لَآيَاتٍ﴾: الآيات تطلق ويُراد بها ثلاثة معانٍ، الأوّل: آيات القرآن الكريم، الثّاني: المعجزة الدّالة على صدق الرّسول صلى الله عليه وسلم، الثّالث: بمعنى أنّها عجيبةٌ من عجائب الكون واضحةٌ في الوجود، تدلّ على عظمة الله سبحانه وتعالى ، هذه الآيات خلقها الله سبحانه وتعالى  لتلفت البشر إلى مكوّن هذه الآيات.

﴿لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ﴾: الّذين يتّقون هم الّذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ويأخذون بجوامع الخير، ويأتمرون بما أمر الله سبحانه وتعالى ، وينتهون عمّا نهى عنه، ويزيدون في إحسانهم.

«إِنَّ»: حرف مشبه بالفعل.

«فِي اخْتِلافِ»: متعلقان بالخبر المحذوف المقدم.

«اللَّيْلِ»: مضاف إليه.

«وَالنَّهارِ»: معطوف على الليل.

«وَما»: الواو عاطفة وما نافية.

«خَلَقَ اللَّهُ»: ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة معطوفة.

«فِي السَّماواتِ»: متعلقان بخلق.

«وَالْأَرْضِ»: معطوفة على السموات.

«لَآياتٍ»: اللام المزحلقة وآيات اسم إن.

«لِقَوْمٍ»: متعلقان بصفة لآيات.

«يَتَّقُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة لقوم.

فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ: بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان.

وَما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ: من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك.

وَالْأَرْضِ: وفي الأرض من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار وغيرها.

لَآياتٍ: دلالات على قدرته تعالى ووجوده ووحدته وكمال علمه وقدرته.

لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ: يتقون عواقب الأمور، فيؤمنون، لأن ذلك يحملهم على التفكر والتدبر، وخصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بها.