بيّن الحقّ سبحانه وتعالى اختلاف اللّيل عن النّهار ممّا يؤكّد أنّهما وُجِدا معاً، وعطف عليها:
﴿ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: فسبحانه خلق الكون وما فيه من مقوّمات حياةٍ من مأكلٍ ومشربٍ وهواءٍ وغير ذلك، ثمّ سخّره لخدمة الإنسان، فقد جاء جل جلاله بالمخلوقات الأخرى مجملةً بعد أن جاء بذكر الشّمس والقمر كآيتين منفصلتين، ثمّ ذكر السّماوات والأرض وما فيهما من آياتٍ أخرى، من رعدٍ وبرقٍ وسحابٍ ونجومٍ وعناصر في الكون وهواءٍ… إلخ، كلّ ذلك مجملٌ في قوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾؛ لأنّه لو أراد U أن يفصّل لذكر كثيراً من الآيات والنّعم، وهو القائل سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ ]إبراهيم: من الآية 34[.
﴿لَآيَاتٍ﴾: الآيات تطلق ويُراد بها ثلاثة معانٍ، الأوّل: آيات القرآن الكريم، الثّاني: المعجزة الدّالة على صدق الرّسول صلى الله عليه وسلم، الثّالث: بمعنى أنّها عجيبةٌ من عجائب الكون واضحةٌ في الوجود، تدلّ على عظمة الله سبحانه وتعالى ، هذه الآيات خلقها الله سبحانه وتعالى لتلفت البشر إلى مكوّن هذه الآيات.
﴿لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ﴾: الّذين يتّقون هم الّذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ويأخذون بجوامع الخير، ويأتمرون بما أمر الله سبحانه وتعالى ، وينتهون عمّا نهى عنه، ويزيدون في إحسانهم.