جعل الله عزّ وجلّ الشّمس والقمر للحساب، فبواسطتهما يتمّ حساب اليوم ومواقيت الصّلاة والأشهر، وقد بيّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما هي الأربعة الحُرُم فقال: «إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السّماوات والأرض، السّنة اثنا عشر شهراً، منها أربعةٌ حرم، ثلاثٌ متواليات ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم، ورجب مضر الّذي بين جمادى وشعبان»([1])، وهي الّتي جاء فيها تقنينٌ إلهيّ ليحمي المؤمنين من بطش وطغيان الكافرين، فمنع فيها القتال.
(فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ): وهنا الأمر للمؤمنين، فإن خالفت أوامر الله سبحانه وتعالى، فإنّك لا تظلم الله سبحانه وتعالى وإنّما تظلم نفسك.
(وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً): إنّ أمر المسلمين بالقتال جاء بعد أن اعتدى المشركون عليهم وطردوهم من ديارهم، فعليهم أن يدافعوا عن أنفسهم من هذا الاعتداء، فعلّة القتال هي الاعتداء وليس الإشراك.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ): فالله سبحانه وتعالى سيحسم أمر هذه المعركة بين مشركي العرب ومشركي قريش واليهود الّذين نقضوا العهود والعقود مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسينصركم عليهم.