الآية رقم (150) - إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً

قضيّة الإيمان هي قضيّةٌ كليّةٌ لا أبعاض فيها، وهي أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى والرّسل كافّة، فالأنبياء عليهم السَّلام اصطفاهم المولى عزَّ وجل من خلقه ليوحي إليهم بدينه وشريعته عن طريق الملائكة عليهم السَّلام، فهناك وحدة الدّين كما قال سبحانه وتعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشّورى: من الآية 13]، فوحدة العقيدة واختلاف الشّرائع يكون عبر مرّ الزّمن حسب تغيّر أحوال الإنسان.

إذاً قضيّة الإيمان هي قضيّةٌ كليّةٌ لا تتجزّأ إلى أبعاض، فلا يمكن أن تقول: أؤمن بالله سبحانه وتعالى ولا أؤمن بهذا الرّسول، وهناك بعض الدّعوات الآن ومن قبل للابتعاد عن الإيمان بالرّسل عليهم السَّلام، حيث يقولون: نؤمن بالله سبحانه وتعالى ولا نؤمن بالرّسل، لماذا؟ لأنّ الإيمان بالرّسل عليهم السَّلام فيه تكليفٌ.

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ: اسم الموصول في محل نصب اسم إن والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول

وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا: المصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل نصب مفعول به للفعل يريدون والواو فاعله

بَيْنَ: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

وَرُسُلِهِ: عطف والجملة معطوفة على يكفرون

وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ: الجار والمجرور متعلقان بنؤمن والجملة مقول القول وجملة القول معطوفة

وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ: عطف على «نُؤْمِنُ»

وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا: كسابقتها واسم الإشارة ذلك في محل جر بالإضافة وسبيلا مفعول به ثان.

نُؤْمِنُ: بِبَعْضٍ من الرّسل.

وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ: منهم.

وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ: الكفر والإيمان.

سَبِيلًا: طريقًا يذهبون إليه.