يذكر الحقّ مصير هؤلاء الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين؛ لأنّهم صدّوا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكذّبوه وغيّروا ما أُنزل عليهم من البشارة به في كتبهم، وكذلك المشركون الّذين أشركوا مع الله عزَّ وجل الأصنام والتّماثيل، وكفروا؛ أي ستروا الحقّ الّذي جاء به الرّسل جميعهم، وأنّه لا إله إلّا الله واحدٌ لا شريك له، ولا معبود بحقٍّ إلّا هو سبحانه وتعالى، فهؤلاء وهؤلاء في نار جهنّم خالدين فيها، فهي المصير المؤلم الّذي ينتهون إليه بكفرهم وتكذيبهم.
﴿أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾: أي أكثر البريّة شرّاً، فهناك شرٌّ يقابله شرٌّ، لكن أقلّ منه ماذا يكون؟ ككلمة (خير) في الحديث الشّريف: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله مِنَ المؤمنِ الضّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ»([1]).
﴿شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾: أي شرّ الخلائق من أهل الأرض، والبريّة: هم المخلوقات، سُمّوا بذلك من كلمة بارئ.