يجب أن نتوقّف عند هذه الآية علميّاً، ويجب أن نحلّلها وعندما نزلت هذه الآية كيف كانت العلوم الطّبيعيّة والفيزيائيّة والكيميائيّة والتّشريح المرضيّ؟ وكيف أصبحت؟ القرآن الكريم معجزٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ، وهو كتاب هدايةٍ للبشريّة، وفيه إشاراتٌ علميّةٌ مكتنزةٌ لا تتصادم مع العقول البشريّة وقت النّزول، وإنّما تستوعب العلم عندما يتطوّر، فلا يوجد تناقضٌ مع العلم، وهذه الآيات تدلّل على ذلك:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾: سيكون مآلهم إلى جهنّم ويصليهم المولى سبحانه وتعالى النّار، لكن لماذا قال سبحانه وتعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ﴾؟ وكأنّ الإشارة القرآنيّة إلى أنّ الألم يأتي للنّفس الواعية من الجلد وليس من المخّ، فعندما يُخدّر المريض يتمّ إجراء العمل الجراحيّ للعضو المصاب دون أن يشعر بالألم؛ لأنّ التّخدير تمّ للنّفس الواعية، فالإحساس بالألم يكون من جرّاء شعيراتٍ حسيّةٍ موجودةٍ في الجلد، هذا ما أثبته العلم، بدليل أنّه في بداية الحقن تشعر بوخزة الألم بسبب تلك الشّعيرات، فالجوارح آلاتٌ توصل الألم للنّفس الواعية