الآية رقم (40) - إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾: الآية: المعجزة، والآيات الّتي هي فواصل ما بين الجمل في القرآن الكريم هي معجزاتٌ، فكلّ كلمةٍ وكلّ حرفٍ في كتاب الله سبحانه وتعالى معجزةٌ، كذلك الآيات هي الآيات الكونيّة، المعجزات الكونيّة، قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَاب﴾ [آل عمران]، آياتٌ بيّناتٌ ومعجزاتٌ واضحاتٌ دالّاتٌ على وجود الله سبحانه وتعالى من خلال خلقه في كونه.

وسواءٌ أكانت آيات القرآن الكريم أم الآيات الكونيّة فهم قد كذّبوا واستكبروا عنها، إذاً هناك نقطتان: الأولى أن تكذّب بما جاء فيه القرآن الكريم، والثّانية أن تكذّب كلّ الدّلائل الموجودة، ومع هذا التّكذيب هناك استكبارٌ كما استكبر إبليس -لعنه الله-، فهي ليست معصيةً وبعدها توبةٌ، وإنّما هنا تكذيبٌ واستكبارٌ عن التّوبة.

﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾: أبواب السّماء في عطائها ورحمتها وجنّاتها لا تفتّح لهم، ولا يدخلون الجنّة

إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا: الذين اسم موصول اسم إن والجملة بعده صلة الموصول لا محل لها

وجملة (اسْتَكْبَرُوا عَنْها): معطوفة عليها.

لا تُفَتَّحُ: مضارع مبني للمجهول

و أَبْوابُ: نائب فاعله.

لَهُمْ: متعلقان بالفعل والجملة في محل رفع خبر إن

وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله، لا نافية، والجملة معطوفة.

حَتَّى يَلِجَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، والمصدر المؤول من الفعل والحرف المصدري قبله في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بيدخلون.

الْجَمَلُ: فاعل

فِي سَمِّ: متعلقان بالفعل يلج.

الْخِياطِ: مضاف إليه

وَكَذلِكَ: اسم الإشارة في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت لمصدر محذوف

نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ: جزاء مثل جزاء المكذبين …

الْمُجْرِمِينَ: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة مستأنفة لا محل لها.

بِآياتِنا: أدلّتنا على أصول الدّين وأحكام الشّرع، كأدلّة إثبات وجود الله ووحدانيته، وإثبات النّبوة، والبعث والحساب والجزاء في الآخرة.

وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها: تكبّروا عنها فلم يؤمنوا بها.

لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ: لا يصعد لهم عمل صالح ولا دعاء، أو لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت، فيهبط بها إلى سجّين (جهنم) بخلاف المؤمن، فتفتح له، ويصعد بروحه إلى السماء السابعة، كما ورد في الحديث.

يَلِجَ: يدخل.

الْجَمَلُ: البعير الذي نبت نابه.

سَمِّ الْخِياطِ: ثقب الإبرة، وهو غير ممكن، فكذا دخولهم الجنة مستحيل.

وَكَذلِكَ: الجزاء.

نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ: بالكفر والمراد بالإجرام: كلّ إفساد، كإفساد الفطرة بالكفر.