الشّيطان يجري من بني آدم مجرى الدّم، والشّيطان يؤدّي إلى الغضب والغضب يؤدّي إلى القتل، وإلى المشاجرات والمشاحنات، لكن الّذين اتّقوا أي جعلوا بينهم وبين صفات الجلال أو عذاب الله حاجزاً، إذا مسّهم طائفٌ من الشّيطان، أي خيال يطوف ليلاً؛ لأنّ الشّيطان لا يُرى فهو تخيُّل، فإذا جاء ومسّ طائف من الشّيطان تذكّروا أوامر الله سبحانه وتعالى وتذكّروا أن يطلبوا المعونة من الله سبحانه وتعالى كي يحفظوا أنفسهم من أيّ مسّ من الشّيطان، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا مَسَّهُمْ﴾، ولم يقل: إذا لمسهم، هذه نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى بأنّ الشّيطان لا يلمس الإنسان.
﴿فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾: مبصرون؛ لأنّ البصر هو أن ترى النّور وترى الأمور على حقيقتها، فكان مقابل الطّائف من الشّيطان، وهذا الخيال أن ترى الحقائق، وأن ترى نور الله سبحانه وتعالى، كي تواجه وساوس الشّيطان.