عرض علينا صورةً من الإيذاء المادّيّ لمسألة تطفيف الكيل والميزان، وما يحدث من سيطرة أصحاب الجاه على الضّعفاء في أقواتهم ولقمة عيشهم، وهنا يعرض علينا الإيذاء النّفسيّ المعنويّ:
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا﴾: أي الّذين كفروا وأشركوا بالله سبحانه وتعالى.
﴿كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾: ضحكٌ واستهزاءٌ وسخريةٌ واستعلاءٌ بالباطل وتبجّحٌ في وجه الحقّ، هذا الأسلوب الّذي بيّنه المولى سبحانه وتعالى لنعرف أنّ جريمتهم العظمى هي خيانة الله سبحانه وتعالى .
﴿كَانُوا﴾: فعل ماضٍ انتهى زمانه.
﴿يَضْحَكُونَ﴾: فعلٌ مضارعٌ، وكأنّ الفعل واقعٌ الآن، لم يقل: (إنّ الّذين أجرموا ضحكوا من الّذين آمنوا)، فقد استخدم الفعل المضارع استحضاراً لصورة الحالة وما كان فيها من إيلامٍ لنفوس المؤمنين.