بعدما ذكر الصّنف الثّاني من البريّة ذكر الّذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، وقرنوا الإيمان بالعمل الصّالح، فهؤلاء هم خير البريّة؛ أي خير الخليقة بإيمانهم وعملهم الصّالح، وليس بالمال والجاه والسّلطة، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «ألا أخبركم بخير البريّة؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل الله عزَّ وجل، كلّما كانت هَيعةٌ استوى عليه، ألا أخبركم بالّذي يليه؟»، قالوا: بلى، قال: «الرّجل في ثلّةٍ من غنمه يُقيم الصّلاة ويؤتي الزكاة، ألا أخبركم بشرّ البريّة؟»، قالوا: بلى، قال: «الّذي يسأل بالله ولا يعطي به»([1]).