أي كلّ الرّسالات الّتي جاءت قبل الإسلام، وكلّ من آمن بالله وأتبع إيمانه بالعمل الصّالح. والإيمان دائماً مرتبط بالعمل الصّالح؛ لأنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وليس مجرّد كلمة تُقال، بل لا بدّ من أن يتبعها العمل الصّالح.
وكلّما جاءت كلمة الإيمان في القرآن الكريم أتبعت بالعمل الصّالح، في مثل قوله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ ]الكهف[، وقوله: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ ]العصر[، والمؤمن دائماً مصدر للخير.
﴿وَالَّذِينَ هَادُوا﴾: لقول فريق من بني إسرائيل: ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾ ]الأعراف: من الآية 156[، أي تُبنا ورجعنا إليك.
فهم الّذين تابوا ومشوا مع سيّدنا موسى عليه السَّلام.
﴿وَالنَّصَارَىٰ﴾: سبب تسميتهم بذلك:
– أنّهم الّذين اتّبعوا سيّدنا المسيح عيسى عليه السَّلام كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ ]آل عمران[.
– أو لأنّهم من النّاصرة.
﴿وَالصَّابِئِينَ﴾: الصّابئون: كانوا في الجاهليّة يقولون لمن أسلم في شبه الجزيرة العربيّة في بداية الدّعوة إلى الإسلام: صَبَأَ، أي خرج عن معتقد الآباء، ورفض أن يعبد الأصنام، وهم الّذين رفضوا أن يعبدوا الأوثان.
فكلّ الّذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى واتّبعوا الرّسالات السّابقة يشملهم قوله تعالى: ﴿فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.